المشاركات

عرض المشاركات من أغسطس, 2025

التوتر في مكان العمل: محفزاته، أنواعه، وآليات التكيف الفعّالة

صورة
يُعد التوتر في مكان العمل من أكثر الظواهر النفسية انتشارًا في العصر الحديث، حيث تؤثر ضغوط العمل المتزايدة على الصحة النفسية والجسدية للعاملين، وتنعكس سلبًا على أداء المؤسسات. وبينما قد يكون التوتر محفزًا إيجابيًا في بعض الحالات، فإنه يتحول إلى عبء مؤلم إذا تجاوز قدرة الفرد على التكيف. في هذا المقال، نستعرض محفزات التوتر، أنواعه، مسبباته، ونماذج التعامل معه، مع تقديم استراتيجيات فعالة للتخفيف من آثاره على الأفراد والمؤسسات. أنواع التوتر في مكان العمل: الإيجابي مقابل المؤلم • التوتر الإيجابي (Eustress): • يُحفّز الإنتاجية والإبداع. • يُشعر الفرد بالتحدي والتحفيز. • يُرافقه شعور بالسيطرة والقدرة على الإنجاز. • التوتر المؤلم (Distress): • يُؤدي إلى الإرهاق والقلق المزمن. • يُضعف التركيز ويؤثر على الصحة النفسية والجسدية. • يُنتج عن ضغوط تفوق قدرة الفرد على التكيف. التمييز بين النوعين ضروري لفهم كيف يمكن للتوتر أن يكون أداة للنمو أو سببًا للانهيار. مسببات التوتر في بيئة العمل 1. العوامل البيئية • ضوضاء مستمرة أو إضاءة غير مناسبة. • ازدحام المكان أو ضعف التهوية. • تصميم غير مريح للمكاتب أو أم...

أساسيات التدخلات التنظيمية: المفهوم، الأنواع، النماذج، وتصميم التدخلات التدريبية الفعّالة

صورة
في بيئة الأعمال المعاصرة التي تتسم بالتغيّر السريع والمنافسة المتزايدة، أصبحت التدخلات التنظيمية (Organizational Interventions) أداة استراتيجية حيوية لتطوير الأداء الفردي والجماعي، وتعزيز مرونة المؤسسات. هذه التدخلات ليست مجرد برامج تدريبية أو ورش عمل، بل هي خطط مدروسة وموجهة تهدف لمعالجة مشكلات تنظيمية، أو تحسين كفاءة العمليات، أو رفع مستوى رضا الموظفين. في هذا المقال، سنتعرف على أساسيات التدخلات التنظيمية، وأنواعها المختلفة، وأهم النماذج المعتمدة لتنفيذها، بالإضافة إلى الرؤى العملية لتصميم تدخلات تدريبية تلبي الاحتياجات الفعلية لمؤسستك. ما هي التدخلات التنظيمية؟ التدخل التنظيمي هو إجراء مخطط تقوم به المؤسسة لتحسين أدائها أو معالجة تحديات محددة، سواء كانت على مستوى الموظفين أو فرق العمل أو البنية التنظيمية ككل. يستند هذا النوع من التدخل إلى تحليل معمّق للوضع الحالي، وتحديد الفجوات بين الأداء الفعلي والمستوى المستهدف، ثم وضع خطة منهجية لمعالجة هذه الفجوات. أهداف التدخلات التنظيمية تحسين الكفاءة والإنتاجية. معالجة مشكلات الأداء الفردي أو الجماعي. تعزيز ثقافة العمل الإيجابية. ...

المرونة في مكان العمل: مفتاح التكيف والنمو على المستويين الفردي والمؤسسي

صورة
  في بيئة الأعمال الحديثة التي تتسم بالتغير السريع وعدم اليقين، أصبحت المرونة في مكان العمل عنصرًا أساسيًا لبقاء المؤسسات ونجاح الأفراد. فالمرونة لا تعني فقط القدرة على مواجهة الأزمات، بل هي مهارة مستمرة للتكيف، والتعلم، والنمو وسط التحديات. في هذا المقال، سنتناول مفهوم المرونة من منظور علم النفس التنظيمي، ونستعرض النظريات وأطر العمل التي تفسرها، ونسلط الضوء على السمات الأساسية للموظفين المرنين، وأهمية الدعم الاجتماعي وروح الدعابة، إضافة إلى استراتيجيات المرونة التنظيمية التي تدعم النمو طويل الأمد. أولًا: ما هي المرونة في مكان العمل؟ المرونة (Resilience) هي القدرة على التعافي بسرعة من الصعوبات، مع الحفاظ على الأداء الإيجابي والاستمرار في تحقيق الأهداف. في بيئة العمل، تعني المرونة أن يتمكن الموظفون من التعامل مع التغيير والضغط، وإيجاد حلول إبداعية للمشكلات، بدلًا من الاستسلام للتحديات. ثانيًا: نظريات وأطر عمل للمرونة 1.  السلوك التنظيمي الإيجابي (Positive Organizational Behavior) هذه النظرية، التي طرحها الباحث Fred Luthans، تركز على تنمية نقاط القوة النفسية لدى الموظفين ...